RSS

أحد الشعانين

14 أفريل

The-palm-sunday

أحد الشعانين

“أوصنا مبارك الآتي باسم الرب”

منذ بداية الصوم الأربعيني ونحن نجاهد للوصول إلى نقاوة الذهن والقلب بالصوم والصلاة وبمشاركتنا بسر الشكر الإلهي، ولكن غايتنا ليست هذه فقط، بل يجب أن تقودنا هذه الفترة للاشتراك بموت الصليب والقيامة.

القيامة العامة

قيامة لعازر هي صورة مسبقة لقيامة المسيح، وكرّست الكنيسة منذ البداية يوم السبت تذكاراً لكل الموتى، لكن هذا اليوم، سبت لعازر، يُحتفل به كيوم قيامة، كي تجهّزنا، قيامة لعازر، لفهم قيامة المسيح من بين الأموات وغلبته للعدو أي الجحيم. يمثل لعازر بشخصه كل إنسان، وتعتبر بيت عنيا، حيث بيت لعازر، مكان سُكنى كل إنسان أي المسكونة أجمع. لنتبع المسيح نحو أورشليم حتى وصوله لقبر لعازر ولنسمع منه الكلام القوي المؤثر: “لعازر هلّم خارجاً”، عندها نفهم الآن أن لعازر قام بقوة الله وبسبب محبته للبشر، لأنه بالمحبة يمكننا غلبة الموت، الله محبة والمحبة هي الحياة “المسيح هو الحق وفرح الكل والنور والحياة وقيامة العالم” (قنداق سبت لعازر).

مباركٌ الآتي

تُصوّر لنا أيقونة الشعانين السيد المسيح راكباً على “جحش ابن أتان” يمشي على سعف النخل والزيتون والأزهار كي يدخل إلى الآلام الطوعية، وبدخوله هذا نصل إلى أسبوع الآلام، فالأيام القادمة هي مقدّسة لأن لها هدفاً محدداً وهو أن تعلّمنا الهدف الأخروي للفصح، كلُّنا نعتبر الأسبوع العظيم جزء من الحياة في الفردوس، والفصح عبوراً إلى ملكوت الله الأبدي الذي بدأ بدخول السيد إلى الآلام طوعاً، فالأيام التي سنعيشها في الأسبوع العظيم ليست كي نتذكرها كذكرى بل لنعيشها فهي تحدث حقيقة.

“اليوم…”

ما المقصود بمعنى “اليوم”؟ بالتأكيد يمكن تطبيقها على أمور حدثت بالماضي ونعيشها كأنها وقعت اليوم، وتلعب الكنيسة دور قوة لهذه الذاكرة والتي تحول الأحداث الماضية إلى حقائق أبدية دهرية، فيتوقف الزمن عن شكله كحاضر ومستقبل ونحياه كحاضر مستمر لا يتوقف “إن هذا اليوم الحاضر قد يشرق للعالم الآلام الموقرة كأنوار مخلصة” (الكاثسما الأولى سحر الاثنين العظيم). هذا التدبير الإلهي نحياه بالكامل في القداس الإلهي: “ونحن بما أننا ذاكرون هذه الوصية الخلاصيّة وكل ما جرى من أجلنا… والمجيء الثاني المجيد” (قداس القديس يوحنا الذهبي الفم).

في هذا اليوم مساءً سندخل في الزمن الليتورجي للأسبوع العظيم. “ها هو ذا الختن..” كل البشرية بأشكالها مدعوة للدخول، الخاطئة والشريرة والتي بلا رجاء.

نؤمن وننتظر القيامة، موت المسيح جعل الموت لا حول له، وننتظره بفرح ورجاء. عندما نتعمّد على اسم الثالوث فنحن نتعمّد بموت المسيح ومن تلك اللحظة نشترك بحياته عند خروجه من القبر، وبالمشاركة في جسد المسيح ودمه، غذاء الأبدية، نشترك بالحياة الأبدية.

دخل المسيح إلى قلوبنا كي يلدنا من جديد ويُقيمنا من الموت، محبته هي السبب الوحيد لخلق الإنسان من العدم وعلى صورته. ومحبته هذه تمر عبر صلبه وموته لتتحول إلى القيامة، فلنتوجه نحوه باقين بقرب صليبه ولنحمل صليبنا لنعيّد لقيامته وقيامتنا أيضاً.

 
11 تعليق

Posted by في 2011/04/14 بوصة الإسبوع العظيم, عظات

 

الأوسمة: , , , ,

11 responses to “أحد الشعانين

  1. elias zakkour

    2011/04/14 at 11:34 ص

    ابونا الجليل اوصلتنا تقريبا الى نهاية المطاف بمحاضراتك الغنية وبكلماتك الجزلة وبمفاهيمك السباقة.. أغنيت حياتنا الروحية في هذه الفترة من الصوم .. هونت علينا مصاعب صومنا حتى بتنا نتمنى أن لاينتهي..وانا عندي تساؤل حول هذا الاسبوع:
    لماذا تتغير قلوبناوتتبدد؟
    لماذا تنهار قيمنا وتتفتت؟
    الكل هللوا لدخول المسيح إلى أورشليم وأنا ايضا هللت
    الكل فرشوا الأرض بالأغصان أمام السيد وانا أيضا فرشت
    أما الآن .. ماذا جرى؟؟؟
    وجدت نفسي أصلب المسيح مع أهالي أورشليم ..!!!
    نعم كلنا صلبناه عندما نسينا برائتنا وصفاء عقولنا!!!
    أبونا أدعوك أن تصلي لأجل هذه البراءة المنسية ولأجل هذا الصفاء المفقود… ولأجلنا جميعا نحن الخطأة
    آمين

     
    • الأب سلوان

      2011/04/18 at 12:26 م

      لنصلي أخ الياس أن لا نكون من الذين سيسلمون المسيح
      ونستطيع أن لا نسلم المسيح عندما نكون أبناء حقيقين له
      صلواتك

       
  2. بيار

    2011/04/15 at 12:05 م

    أبتي العزيز،
    عسى أن تكون في صحة جيدة،
    اعتذر عن غيابي كل هذه المدة لأسباب صحية، مجدداً، فأنا مشتاق كثير للمنارة. في موضوع الشعانين، أحب أن اطرح فكرة تخطر في ذهني دائماً، حبذا لو تصحح أفكاري أبتي. نحن نعرف ونؤمن أن المسيح قد تجسد وبذلك عاش الضعفات الجسدية (طبعاً بدون خطيئة). في إحدى صلواته طلب الرب يسوع من الآب أن يبعد عنه هذه الكأس. بجوهره الإلهي كان عارف إلى ما هو ذاهب لكن الطبيعة الإلهية تفوقت، لكن ما هو شعوره كإنسان تجاه معرفته أنه ذاهبٌ إلى الموت؟!
    نحن نموت ألف مرة إذ كنا ذاهبون إلى الطبيب، فماهية الحال إذ كنا عارفون طريقة موتنا وساعة موتنا؟ النقطة التي أريد أن أصل إليها هي، ما هو الدافع الخارق الطاهر القوي الذي تغلب على الضعف البشري (الخوف) عند المسيح (عدة عن كونه إله) وجعله يمضي لشرب كأس العذاب والموت؟طبعاً محبته للبشر – المحبة!
    كم هي قوية لو وجدت بنقاوة وبدون مقابل! إن هدف إنقاذ جنس البشر من الخطيئة ومحبة الله الغير متناهية قد غلبت ألشعور بمرارة الكأس. هو ذاهبٌ لخلاص من اضطهده ومن صلبه ومن لطمه.
    يا نبع المحبة، اطلب إليك و ها نحن داخلون إلى لأسبوع العظيم أن تملأ قلوب البشر محبة علنا نحمل سعف النخيل عوض الكره والسلاح والبغض.
    صلواتكم أبتي،

     
    • الأب سلوان

      2011/04/18 at 12:25 م

      الله معك بيار
      سلامتك وإنشا الله تكون أحسن، العدرا تكون معك دوماً
      بدي اعترف لك إني ظننت أنك تركتنا لكن والحمد لله قد رجعت، أتمنى أن تكون دوماً بصحة جيدة

      أخ بيار
      القوة المطلوبة في اللحظات الصعبة هي الآتية من نعمة الروح القدس وبها تستطيع استقبال كل شيء بفرح ولو كان ممزوجاً بألم

      فرحي لا يوصف بعودتك لنا
      صلواتك

       
  3. جورج ابراهيم حنا

    2011/04/17 at 10:58 م

    بَارك أبونا:
    شعنينة مباركة لمن حمل سعف النخيل واستقبل الملك المتواضع الذي أراد أن يعلمنا بتواضعه قيمة المحبة.
    اذكرونا بصلواتكم .
    جورج حنا وعائلته

     
    • الأب سلوان

      2011/04/18 at 12:21 م

      شعنينة مباركة عليك جورج وعلى عائلتك
      إنشا الله منوصل جميعاً للفصح بفرح أكبر
      صلواتك

       
  4. روزيت

    2011/04/18 at 1:50 م

    حضرة الأب الجليل والمحترم،
    شكرا لك على هذا الموقع الرائع والذي يغنينا بالمعلومات دوما. بمناسبة الأسبوع المقدس العظيم، هل يمكن لك أن تضع شرحا لكل يوم وكيف يتم حساب التوقيت الطقسي (غروب يوم الإثنين – إثنين الختن…) مع الشكر الجزيل والتمنيات بكل الصحة والخير لكم ولجميع أهلنا في هذا البلد الغالي.

     
  5. بيار

    2011/04/19 at 12:03 م

    الله معك أبونا،
    الفرح فرحي أنا أبونا بالرجعة. أشكرك على محبتك.
    انشالله في هذا الأسبوع العظيم ربنا بأهّلنا نشارك هذه الألام المقدسة، عساه يقبل توبتنا كاللص الشكور.
    صلواتكم،

     
  6. الأب سلوان

    2011/04/20 at 8:57 ص

    أمين بيار
    والله يعطيك الصحة والعافية
    صلوات القديسين

     
  7. جورج استفان

    2011/04/21 at 1:55 ص

    سلامتك أخ بيار أمنى لك الشفاء التام .
    ومن كلامك أستنتج مفارقة بين :
    الإنسان العادي الذي يصارع الألم على فراش الموت والذي لا رجاء عنده (لنتصور سوداوية الألم وتجرّده من أي معنى روحي)، و الانسان المؤمن المفعم برجاء الخلاص و القيامة (لنتخيل إشعاعات الأمل التي تتدفق من بين أشواك الألم)ز
    أما القدّيس قرر اختبار الألم ناسيا” مرارته من دون أن يخطط لهذه التجربة الصعبة المجيدة المليئه بالقوة والإيمان مقتديا” بربنا يسوع المسيح الفادي الأعظم والأول اختار الصلب طواعية بالرغم من كونه إلها” وهنا يختلف عن القديسين في أنه وهو على الصليب كان يستطيع أن يخلص نفسه ولكن محبته العظيمة لنا كانت أعمق بكثير من التخلي عنا وعن ألمه في تلك اللحظات.
    هنا يعطينا السيد المسيح درسا” عظيما” عن المحبة ز
    ليدخل المسيح قلوبنا كما دخل أورشليم .
    لنكن كلّنا لعازر الميت لنتخيّل الموت وجحيمه المظلم ومن ثم نتخيّل قيامة المسيح التي كانت السبب في قيامة لعازر وقيامتنا جميعا”.
    صلواتكم جميعا”.

     
  8. بيار

    2011/04/26 at 11:08 ص

    الله معك أخ جورج،
    شكراً جزيلاً لك، نشالله العذراء ترافقك ديماً يا رب.
    أوافق الرأي 100%, أكيد من بعد إذن أبونا.
    صلواتكم

     

أضف تعليق