دخول المسيح إلى أورشليم
“لِهَذَا أَيْضاً لاَقَاهُ الْجَمْعُ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هَذِهِ الآيَةَ”
علّم السيد المسيح الشعب اليهودي لثلاث سنوات و صنع آيات وعجائب كثيرة التي بسببها صار معروفاً أكثر بين الشعب. ويمكننا تمييز الكثير من العجائب الرئيسية التي كان لها تأثير على الشعب، فمثلاً في سنته الأولى للبشارة كانت أعجوبة المخلّع، المريض منذ 38 عاماً، وفي سنته الثانية كانت حادثة شفاء الأعمى، وفي سنته الثالثة وقبل آلامه بأيام قليلة كانت حادثة إقامة لعاذر، و بسبب الأخيرة بالخصوص استقبله هذا الحشد الكبير من الشعب على أبواب أورشليم “لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هَذِهِ الآيَةَ” (يو18:12).
دخوله أورشليم:
دخل السيد المدينة راكباٌ على حيوان بسيط أي جحش ابن أتان، كما ذكر في الكتاب المقدس. كان هدفه من ذلك أن يغيّر الصورة الخيالية المأخوذة عن المسّيا (المخلّص المُنتظر)، فالصورة التي كانت موجودة في ذهن الشعب وحتى لدى التلاميذ عن السيد مختلفة كلّياً عن الواقع، هم شاهدوا عجائبه واعتقدوا أنه المسّيا المنتظر الذي سيخلّصهم من حكم الرومان ويؤسس مملكة إسرائيل على الأرض. كانوا ينتظرونه كمحرّر أرضي “وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ” (لو21:24). حتى أنهم، ولمرّات عديدة، أرادوا أن يقيمونه ملكاً رسمياً عليهم (يو15:6). لكن بالمقابل كان المسيح صارماً اتجاه هذا الأمر. هم أرادوا خبزاً أرضياً بينما هو تحدث عن خبز الحياة الأبدية “اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ” (يو27:6). هم أرادوا السيد أن يكون ذو مكانة رفيعة وعالية وقوياً لا يُغلب، بينما ظهر عند دخوله المدينة متواضعاً حنوناً وهادئاً، هم أرادوه قائد حرب لكنه لم يدخل المدينة كقائد حربي بل كرجل متواضع ذاهب ليتألم. هو تألم حتى النهاية لكي يعلّمنا أن لا نتكبّر على الآخرين وأن لا نطلب منهم أكثر مما هو ضروري للخلاص.
Read the rest of this entry »